اكتشافات الطاقة والقيادة الحكيمة- نهضة السعودية المستدامة
المؤلف: نجيب يماني09.20.2025

لا تكمن رفعة وعظمة الدول في وفرة مواردها وثرواتها الطبيعية فحسب، بل في جودة الإدارة والرِّيادة الحكيمة التي تستطيع تسخير تلك الإمكانات واستغلالها على النحو الأمثل، لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، وضمان مستوى معيشة كريمة ومرفهة للمواطنين، في بيئة يسودها الأمن والسلام والرخاء، وتتوفر فيها كافة مقومات الحياة الرغيدة.
إن فنَّ الإدارةِ وصفاتِ القيادةِ، هي مواهب ربانية يهبها الله لبعض عباده دون غيرهم، ويخصهم بقدرات وسمات فريدة، تضفي عليهم الوقار والهيبة، وتكسبهم احترام الناس ومحبتهم وطاعتهم.
وإذا ما استعرضنا صفحات التاريخ الإنساني الحديث، فلن نجد مثالاً أبلغ وأوضح على نعمة الثروة المقرونة بحسن التدبير والإدارة الرشيدة، من قصة مملكتنا الغالية. فسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيّب الله ثراه-، تحكي قصة قائد فذ، بعدما وحّد البلاد وأرسى دعائمها، انطلق بعزيمة لا تلين في مسيرة بناء وتطوير شاملة، مستلهماً رؤية مستقبلية ثاقبة، ومستغلاً خيرات البلاد التي وهبها الله إياها. وكانت باكورة هذه الخيرات اكتشاف النفط عام 1933م، وهي قصة ملحمية زاخرة بالتفاصيل، من مفاوضات مضنية ومنافسة شرسة بين الشركات الإنجليزية والأمريكية، للفوز بحقوق التنقيب في أراضي المملكة. وتُوِّجت هذه الجهود باجتماع تاريخي للمؤسس مع مستشاريه في مكة المكرمة في مايو 1933م، حيث استمعوا إلى بنود الاتفاقية التي توصل إليها الوزير عبدالله السليمان مع شركة سوكال، والتي تضمنت حقوقاً تفضيلية في المناطق المحايدة، وبدء العمل في غضون أربعة أشهر من التوقيع، مع إقامة مصفاة محلية وإعفاءات ضريبية وجمركية. وقد وثق المؤلف روبرت ليسي هذه اللحظات التاريخية في كتابه «المملكة من الداخل» قائلاً: «.. وهكذا انتهى فصل الصدف السعيدة واستلم وزير مالية المؤسس أول دفعة من ثمن امتياز البترول 35,000 جنيه ذهبي للبئر رقم 7، بئر الخير والذي قاد المملكة لتصبح من أكبر منتجي ومصدري النفط حول العالم».
إن المتأمل في النهضة الشاملة التي شهدتها المملكة بعد اكتشاف النفط، والنمو الاقتصادي المتسارع، يدرك تماماً قيمة القيادة الرشيدة التي تعرف كيف تسخر الإمكانات لخدمة الوطن والمواطنين، وتجعل رفعة الوطن وسعادة شعبه هدفها الأسمى. وهذا ما تجسد في سيرة ومسيرة الملك المؤسس وأبنائه البررة من بعده، الذين أرسوا قواعد راسخة وأسساً متينة، أثمرت رخاءً وازدهاراً نعيشه اليوم.
واليوم، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مهندس الرؤية الطموحة وقائد مسيرة التحديث والتطوير، نشهد عهداً زاهراً من الإنجازات غير المسبوقة، والتغيرات العميقة في الاقتصاد السعودي، والتي أطلقت الطاقات الكامنة وحققت قفزات نوعية، وذلك بفضل الله وتوفيقه. فها هو وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، يعلن للعالم اكتشاف (14) موقعاً جديداً لحقول ومكامن الزيت العربي والغاز الطبيعي في المنطقة الشرقية والربع الخالي، والتي تشمل (6) حقول ومكمنين للزيت العربي، وحقلين وأربعة مكامن للغاز الطبيعي، مما يعزز مكانة المملكة كدولة رائدة في قطاع الطاقة العالمي، ويمدها باحتياطيات هيدروكربونية هائلة.
وقد بشّرنا سمو الأمير عبدالعزيز بأن هذه الاكتشافات الجديدة ستفتح آفاقاً واسعة للتنمية الاقتصادية، وتعزز قدرة المملكة على تلبية الطلب المحلي والعالمي على الطاقة بكفاءة وموثوقية عالية لعقود قادمة.
كما ستساهم هذه الاكتشافات في ضمان استدامة النمو الاقتصادي، انسجاماً مع رؤية 2030 وأهداف المملكة الطموحة، لتعظيم الاستفادة من مواردها الطبيعية وتعزيز أمن الطاقة العالمي.
إن هذه الاكتشافات الجديدة تؤكد أن مملكتنا تسير بخطى ثابتة نحو استغلال أمثل لمواردها الطبيعية، بفضل حكمة ورشاد قيادتها، بما يعود بالنفع والخير الوفير على الوطن والمواطنين، قياساً على ما تحقق في الماضي، وما نعيشه ونشاهده اليوم من تطور وازدهار. فمنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، والمملكة تسخر عائدات النفط والغاز لتطوير البنية التحتية، وتعزيز القدرات الوطنية، وتحقيق التنمية المتوازنة في جميع أنحاء البلاد.
لقد أولت المملكة اهتماماً بالغاً بتوسعة وعمارة الحرمين الشريفين، وشهدت بنفسي إنفاق خمسة مليارات ريال من عائدات النفط على عمارة المسجد الحرام في عهد الملك فهد رحمه الله. كما اهتمت الدولة بإرسال الطلاب والطالبات في بعثات دراسية إلى مختلف دول العالم، لتلقي العلم والمعرفة. وقد واصل أبناء المؤسس مسيرة التنمية والبناء، من خلال إنشاء مصافي النفط العملاقة، ومعامل الغاز الضخمة، وشبكات الأنابيب الممتدة عبر البلاد، وموانئ التصدير الحديثة، والمعالم الصناعية الشامخة التي تزين سماء الوطن. كما شاركت المملكة العالم في تخفيف آلامه ومعاناته، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للدول والشعوب المتضررة.
لقد سخّرت المملكة كل هذه العوائد لبناء الدولة وتطويرها وتنمية قدراتها، ولم تستخدمها في إشعال الحروب والفتن، أو التدخل في شؤون الآخرين، أو دعم الجماعات المسلحة، كما تفعل بعض الدول التي تعبث بمقدرات شعوبها وثرواتها.
تشهد المملكة العربية السعودية في هذا العهد الميمون نهضة شاملة وقفزات نوعية في مختلف المجالات، مما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة على الساحة الدولية، سواء في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الرياضية.
لم تعد المملكة مجرد قوة إقليمية، بل أصبحت لاعباً دولياً مؤثراً في تشكيل مستقبل العالم، من خلال جهودها في حل النزاعات السياسية، واستضافة الفعاليات الثقافية والرياضية الكبرى.
كما شهدت المملكة تحولات جذرية عززت مكانتها على الساحة الدولية. ولم تعد القضايا العالمية الكبرى تُناقش دون الأخذ بوجهة نظر المملكة، سواء فيما يتعلق بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط أو القضايا الدولية الملحة الأخرى.
ليس أمامنا نحن الشعب الوفيّ، المؤمن بقيادته وحكمتها، إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لهذه القيادة الرشيدة، وأن نحمد الله على نعمه وفضله.
كما نغتنم هذه الفرصة لنهنئ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على الثقة الملكية الغالية بتعيينه رئيساً لمجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، فهو أهلٌ للثقة والتقدير.
إن فنَّ الإدارةِ وصفاتِ القيادةِ، هي مواهب ربانية يهبها الله لبعض عباده دون غيرهم، ويخصهم بقدرات وسمات فريدة، تضفي عليهم الوقار والهيبة، وتكسبهم احترام الناس ومحبتهم وطاعتهم.
وإذا ما استعرضنا صفحات التاريخ الإنساني الحديث، فلن نجد مثالاً أبلغ وأوضح على نعمة الثروة المقرونة بحسن التدبير والإدارة الرشيدة، من قصة مملكتنا الغالية. فسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيّب الله ثراه-، تحكي قصة قائد فذ، بعدما وحّد البلاد وأرسى دعائمها، انطلق بعزيمة لا تلين في مسيرة بناء وتطوير شاملة، مستلهماً رؤية مستقبلية ثاقبة، ومستغلاً خيرات البلاد التي وهبها الله إياها. وكانت باكورة هذه الخيرات اكتشاف النفط عام 1933م، وهي قصة ملحمية زاخرة بالتفاصيل، من مفاوضات مضنية ومنافسة شرسة بين الشركات الإنجليزية والأمريكية، للفوز بحقوق التنقيب في أراضي المملكة. وتُوِّجت هذه الجهود باجتماع تاريخي للمؤسس مع مستشاريه في مكة المكرمة في مايو 1933م، حيث استمعوا إلى بنود الاتفاقية التي توصل إليها الوزير عبدالله السليمان مع شركة سوكال، والتي تضمنت حقوقاً تفضيلية في المناطق المحايدة، وبدء العمل في غضون أربعة أشهر من التوقيع، مع إقامة مصفاة محلية وإعفاءات ضريبية وجمركية. وقد وثق المؤلف روبرت ليسي هذه اللحظات التاريخية في كتابه «المملكة من الداخل» قائلاً: «.. وهكذا انتهى فصل الصدف السعيدة واستلم وزير مالية المؤسس أول دفعة من ثمن امتياز البترول 35,000 جنيه ذهبي للبئر رقم 7، بئر الخير والذي قاد المملكة لتصبح من أكبر منتجي ومصدري النفط حول العالم».
إن المتأمل في النهضة الشاملة التي شهدتها المملكة بعد اكتشاف النفط، والنمو الاقتصادي المتسارع، يدرك تماماً قيمة القيادة الرشيدة التي تعرف كيف تسخر الإمكانات لخدمة الوطن والمواطنين، وتجعل رفعة الوطن وسعادة شعبه هدفها الأسمى. وهذا ما تجسد في سيرة ومسيرة الملك المؤسس وأبنائه البررة من بعده، الذين أرسوا قواعد راسخة وأسساً متينة، أثمرت رخاءً وازدهاراً نعيشه اليوم.
واليوم، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مهندس الرؤية الطموحة وقائد مسيرة التحديث والتطوير، نشهد عهداً زاهراً من الإنجازات غير المسبوقة، والتغيرات العميقة في الاقتصاد السعودي، والتي أطلقت الطاقات الكامنة وحققت قفزات نوعية، وذلك بفضل الله وتوفيقه. فها هو وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، يعلن للعالم اكتشاف (14) موقعاً جديداً لحقول ومكامن الزيت العربي والغاز الطبيعي في المنطقة الشرقية والربع الخالي، والتي تشمل (6) حقول ومكمنين للزيت العربي، وحقلين وأربعة مكامن للغاز الطبيعي، مما يعزز مكانة المملكة كدولة رائدة في قطاع الطاقة العالمي، ويمدها باحتياطيات هيدروكربونية هائلة.
وقد بشّرنا سمو الأمير عبدالعزيز بأن هذه الاكتشافات الجديدة ستفتح آفاقاً واسعة للتنمية الاقتصادية، وتعزز قدرة المملكة على تلبية الطلب المحلي والعالمي على الطاقة بكفاءة وموثوقية عالية لعقود قادمة.
كما ستساهم هذه الاكتشافات في ضمان استدامة النمو الاقتصادي، انسجاماً مع رؤية 2030 وأهداف المملكة الطموحة، لتعظيم الاستفادة من مواردها الطبيعية وتعزيز أمن الطاقة العالمي.
إن هذه الاكتشافات الجديدة تؤكد أن مملكتنا تسير بخطى ثابتة نحو استغلال أمثل لمواردها الطبيعية، بفضل حكمة ورشاد قيادتها، بما يعود بالنفع والخير الوفير على الوطن والمواطنين، قياساً على ما تحقق في الماضي، وما نعيشه ونشاهده اليوم من تطور وازدهار. فمنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، والمملكة تسخر عائدات النفط والغاز لتطوير البنية التحتية، وتعزيز القدرات الوطنية، وتحقيق التنمية المتوازنة في جميع أنحاء البلاد.
لقد أولت المملكة اهتماماً بالغاً بتوسعة وعمارة الحرمين الشريفين، وشهدت بنفسي إنفاق خمسة مليارات ريال من عائدات النفط على عمارة المسجد الحرام في عهد الملك فهد رحمه الله. كما اهتمت الدولة بإرسال الطلاب والطالبات في بعثات دراسية إلى مختلف دول العالم، لتلقي العلم والمعرفة. وقد واصل أبناء المؤسس مسيرة التنمية والبناء، من خلال إنشاء مصافي النفط العملاقة، ومعامل الغاز الضخمة، وشبكات الأنابيب الممتدة عبر البلاد، وموانئ التصدير الحديثة، والمعالم الصناعية الشامخة التي تزين سماء الوطن. كما شاركت المملكة العالم في تخفيف آلامه ومعاناته، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للدول والشعوب المتضررة.
لقد سخّرت المملكة كل هذه العوائد لبناء الدولة وتطويرها وتنمية قدراتها، ولم تستخدمها في إشعال الحروب والفتن، أو التدخل في شؤون الآخرين، أو دعم الجماعات المسلحة، كما تفعل بعض الدول التي تعبث بمقدرات شعوبها وثرواتها.
تشهد المملكة العربية السعودية في هذا العهد الميمون نهضة شاملة وقفزات نوعية في مختلف المجالات، مما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة على الساحة الدولية، سواء في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الرياضية.
لم تعد المملكة مجرد قوة إقليمية، بل أصبحت لاعباً دولياً مؤثراً في تشكيل مستقبل العالم، من خلال جهودها في حل النزاعات السياسية، واستضافة الفعاليات الثقافية والرياضية الكبرى.
كما شهدت المملكة تحولات جذرية عززت مكانتها على الساحة الدولية. ولم تعد القضايا العالمية الكبرى تُناقش دون الأخذ بوجهة نظر المملكة، سواء فيما يتعلق بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط أو القضايا الدولية الملحة الأخرى.
ليس أمامنا نحن الشعب الوفيّ، المؤمن بقيادته وحكمتها، إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لهذه القيادة الرشيدة، وأن نحمد الله على نعمه وفضله.
كما نغتنم هذه الفرصة لنهنئ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على الثقة الملكية الغالية بتعيينه رئيساً لمجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، فهو أهلٌ للثقة والتقدير.